العلاج بالالوان

العلاج بالألـوان واثرها على الصحة العامة

مزج الله عز وجل جسم الإنسان بعناصر وموجات كهربية وإشعاعات تتجانس مع الأشعة الكونية والموجات الكهرومغناطيسية والذبذبات اللونية ولكل شخص إشعاعات خاصة تختلف في طول الموجة والتردد وعدد الذبذبات عن غيره تماماً كالبصمات واللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين تقوم المستقبلات الضوئية في الشبكية بترجمتها إلى ألوان وتحتوى الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر والأحمر والأزرق وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري مما يؤدى إلى إفراز هرمون معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية وبالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا ومزاجنا وسلوكياتنا .
وللألوان تأثير على مكفوفي البصر تماما كالمبصرين نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم وهذه الفكرة استخدمها الصينيون القدماء في علاج الأمراض وتسمى بالـ " فينج شوى " وأيضاً استخدم الفراعنة اللون الفوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم وقتل البكتيريا وبالتالي المحافظة على المومياء
.وتنقسم الألوان إلى:
الألوان الموجبة:
تمتاز بتفاعلها الحمضي وإشعاعاتها المنشطة كالأحمر في علاج فقر الدم والاكزيما والبرتقالي في علاج الاكتئاب وفتح الشهية والأصفر في علاج إمراض الجهاز التنفسي والكبد تحت الأحمر في فقر الدم والسل الأسود يعطى الإحساس بالقوة والثقة بالنفس ، ولكنه مثبط للشهية الألوان السالبة:
تمتاز بتفاعلها القلوي وتأثيرها المهدئ كالأزرق يخفض ضغط الدم و تصلب الشرايين و النيلي ينشط الذاكرة و البنفسجي يمنع العدوى وجيد لأمراض فروة الرأس والصداع النصفي و البمبى مهدئ للعدوانيين لذا يستخدم في مراكز علاج الإدمان وغرف النوم والفرق بنفسجى يساعد على شفاء لين العظام والأبيض يستخدم في علاج صفراء حديثي الولادة وينفع مرضى الدر الرئوي والأخضر يهدئ الآلام والإنهاك و يقتل الجراثيم . ونجد أن معظمنا يفضل لونا معينا على لون آخر، ولم يخطر ببال أحد منا السبب في ذلك. ولكن العلماء لم يفتهم هذا الأمر عندما اكتشفوا أن جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة دون سواها لتحسين أداءه الذهني والجسدي، وأنه يتوجه إلى الألوان التي تنقصه في أوقات مختلفة من حياته.ويقول هؤلاء إن بالإمكان استخدام هذا المفهوم عن الألوان لعلاج أنواع مختلفة من الأمراض التي تتراوح من الكآبة وفرط النشاط إلى التوحد والسرطان، ولهذا برز الكثير من أخصائيي العلاج بالألوان في دول العالم.
ولكن ما هو العلاج بالألوان؟
تتمثل النظرية وراء هذا العلاج في أن كل لون في الطيف له تردد تذبذبي أو اهتزازي مختلف ، ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضا ترددا ينبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان موفور الصحة ولكن عندما يصاب بالمرض فان هذا التردد يصبح غير متوازن. بينما تقول النظرية الأخرى أن الأجزاء المختلفة من الجسم والحالات المرضية المتعددة والأوضاع العاطفية المختلفة تستجيب بصورة أفضل للألوان المختلفة، وعندما يكون الجسم عديم التوازن فانه يبحث بشكل طبيعي عن الألوان التي يحتاجها. وأشار الباحثون إلى أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس الرحمن من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر والأرجواني والبرتقالي والأصفر والأخضر والتركواز الأزرق والنيلي والبنفسجي. ويُعتقد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة بينما تكون الأربعة الأخيرة الأكثر هدوءا وراحة. فالبنفسجي مثلا يعتقد أنه يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي فيما يكون الأخضر مفيدا للقلب والرئتين، ويستخدم المعالجون مدى واسع من الأساليب المتنوعة لمعالجة مرضاهم تشمل تغطيتهم بأوشحة ملونة أو تسليط أضواء ملونة على أجزاء مختلفة من أجسامهم أو عرض ألوان معينة عليهم أو إضافة ملابس مختلفة الألوان لخزانة الثياب.
ومع ذلك فان الإثبات العلمي الذي يدعم هذه النظريات ما يزال ضعيفا. ولكن بعض الدراسات أظهرت بعض النتائج المهمة ومنها دراسة أجريت عام 1982 في كلية التمريض بسان دييجو تم فيها تعريض 60 امرأة في متوسط العمر يعانين من التهاب المفاصل الروماتيزمي للون الأزرق مدة 15 دقيقة فشهدن تحسنا ملحوظا في شدة الألم الذي خف بدرجة كبيرة عن ذي قبل ،وبينت دراسة أخرى أجريت عام 1990 تم فيها تسليط أضواء حمراء اللون على عيون مجموعة من المرضى يعانون من الصداع النصفي في بداية ظهور النوبة وإن 93 في المائة منهم تعافوا جزئيا نتيجة هذا العلاج وأرجع المعالجون السبب في ذلك إلى أن اللون الأحمر يزيد ضغط الدم الشرياني ويوسع الأوعية الدموية. وأشار الخبراء إلى تزايد إقبال الآباء على استخدام الصناديق الضوئية الملونة التي تعرف باسم "لوماترون" لمعالجة أطفالهم المصابين بمشكلات مرضية تتراوح من التوحد إلى عسر القراءة وخلل التناسق وعسر الانسجام وذلك بعد أن حقق هذا العلاج نتائج ممتازة في هذا الصدد.
طريقة العلاج بالألوان:
وطريقة العلاج بالألوان تعتمد على اختيار اللون المناسب للمرض وإحاطة الجسم به مكانياً بالجلوس فيه أو بارتداء ملابس من نفس اللون وتأمله أثناء تركيز العقل على الجزء المصاب من الجسم .وتعتمد هذه التقنية العلاجية التي طورها علماء أعصاب أمريكيون على حزم ضيقة من الضوء الملون تستخدم لتنشيط الخلايا المستقبلة للضوء التي تعرف بالمخروطيات الواقعة خلف العين في عدة جلسات تستغرق كل منها 20 دقيقة وذلك بهدف إعادة التوازن للجهاز العصبي الذاتي ،ويرى المعالجون أن هذه التقنية إذا لم تعالج الحالات المرضية فإنها تساعد في تحسين الصحة النفسية للمريض بشكل عام. فعلى سبيل المثال يمكنها تخفيف حالات التوحد النفسي والعدوانية عند الأطفال، كما تساعد في تحقيق الدعم والراحة النفسية لمرضى السرطان وتحسين نوعية حياته
العلاج عن طريق تناول بعض الأطعمة:
اهتم العلماء في السنوات الأخيرة بدراسة ألوان النباتات، واكتشفوا إن هذه الألوان أو الصبغات عبارة عن مركبات كيماوية طبيعية لها فوائد مهمة للجسم. تقول أ.د. رئيفة احمد حسين أستاذ فسيولوجيا النبات بجامعة عين شمس إن الفيتامينات الموجودة في الفاكهة والخضار مثل 'أ' و'ب' و'ج' و'ه' وغيرها الكثير ليست كل ما تحتوي النباتات.. وان التعمق في دراسة الفاكهة والخضراوات كشف عن وجود مركبات غذائية اخري في غاية الأهمية للجسم ومكملة لعمل الفيتامينات. ومن هذه المركبات 'البايا فلافينويدز' و'الانثوسياسينين' و'الكاروتينويدز' واليوليفينول و'الايسوفلافينويدز' بالإضافة إلى مجموعة مضادات الأكسدة، وتحت هذه المركبات توجد الصبغات المختلفة التي تلون الفاكهة والخضار كالصبغة الحمراء في الطماطم والبرتقالية في الجزر والخضراء في السبانخ والصفراء في الفلفل الاصفر والزرقاء في الباذنجان والعنب الأسود والتين وحتى السوداء أو البنية في الشاي ولكل لون فائدة.
فوائد الألوان:
اللون الأحمر
هو لون الطاقة والحيوية والنشاط والشجاعة واللون الأحمر الذي يصبغ الطماطم وغيرها هو عبارة عن مادة 'اللايكوبين' والتي اشارت عدة أبحاث امريكية الي انها تساعدي الوقاية من أمراض القلب واللايكوبين ينتمي الي فصيلة 'الكاروتيندويدز' وهو في نفس الوقت مضاد للأكسدة والمعروف علميا ان عملية الأكسدة في الجسم من أسباب ظهور الأمراض نظرا لأنها تدمر الحامض النووي داخل الخلايا. وكلما ازدادت كثافة اللون الأحمر في الفاكهة والخضار ازدادت كمية مادة البيتا كاروتين فيها والتي تتحول إلى فيتامين A في الجسم وهو يفيد البشرة ويزيد من مناعة الجسم. ولكن الإكثار الشديد في تناول النباتات الحمراء قد يحفز الغدة الكظرية التي تفرز الأدرينالين بصورة غير طبيعية فيصبح الإنسان متوترا سريع الغضب والانفعال.
اللون الأخضر
الصبغة الخضراء.. أو الكلوروفيل وهو لون الخضراوات والفاكهة ذات اللون الأخضر ومن الناحية النفسية يساعد هذا اللون علي الإحساس بالطمأنينة والسلام والتوازن والتفاؤل والخير والعطاء، ومن الناحية الغذائية فالمادة الخضراء أو الكلوروفيل تساعد علي موازنة نظام التمثيل الغذائي في الجسم ولها مفعول مطهر ومنظف للخلايا وتساعد في تعزيز مقاومة الجسم ضد البكتيريا ومنها بكتيريا "E-CDI" الخطيرة كما أن لهذه الصبغة مفعولا مضادا لظهور الأورام السرطانية من مضادات الأكسدة.
اللون البرتقالي
وهو مزيج من اللون الأحمر والأصفر ويعبر عن الطاقة الجسمية والذهنية المتجمدة في هذين اللونين وهو من الناحية النفسية له طابع الانطلاق والبهجة والانفتاح.. والصبغة البرتقالية التي تعطي للجزر لونه المحبب هي مادة الكاروتين وهي تنتمي أيضا إلي عائلة الكاروتيندويدز وتساعد في الوقاية ضد الأورام السرطانية لكونها مضادة للأكسدة أيضا.
اللون الأصفر
لون التفاؤل.. والصبغة الصفراء هي اللوتين الموجودة في الفلفل الأصفر والموز والذرة والجريب فروت والليمون والأناناس والشمام والحمص والكركم وهي أيضا من فصيلة الكاروتيندويدز ولها نفس الخصائص المفيدة. ويقول بعض علماء النبات أن تناول الثمار الصفراء يرفع من روح الدعابة في الإنسان وان اللون الأصفر يحفز عمل الجهاز الهضمي لاسيما الكبد والأمعاء
اللون البنفسجي
من الألوان المرتبطة بالتفكير والخيال والحكمة والرقي توجد المادة الزرقاء في العنب الأسود والتين والتوت والباذنجان وجميع فصائل التوت البري. وهذه مادة من فصيلة 'الانثوسيانين' وهي مضادة للأكسدة ولها نفس فوائد الكاروتينويدز، وتشير بعض الدراسات إلي أن الصبغة الزرقاء تساعد علي تجديد الكولاجين في البشرة وبالتالي الحفاظ علي نضارتها ومرونتها.
اللون البني
اللون البني الغامق.. كالصبغة الموجودة في الشاي والقهوة وتنتمي إلي فصيلة البوليفينول. ويعتبر الفينول الموجود في الشاي عاملا منقيا للجسم ويساعد علي الوقاية من الأورام، لكونه مضادا للأكسدة وهذه المادة موجودة في الشوكولاتة التي تعتبر مفيدة إذا تم تناولها باعتدال وكانت قليلة الدسم والسكر لأنها تحتوي أيضا علي معادن الماغنسيوم والحديد. وهناك أيضا مركبات 'البايو فلافونويدز وهذه المركبات قد لا تظهر في النباتات في صورة ألوان ولكنها ذات فائدة كبيرة حسب ما أظهرت بعض الدراسات.
مزج الألوان
يقول العلماء أن مزج الألوان الأساسية مع بعضها, قد يكون أكثر فعالية وإيجابية على نفسية الإنسان, لذلك فان ارتداء اللون البرتقالي مثلا الناتج عن مزج الأحمر والأصفر معاً, يساعد في التمتع بالطاقة العالية الصادرة عن اللون الأحمر والمحافظة على القدرة الذهنية المنبعثة من اللون الأصفر .